من العادات القديمة في المجتمعات الشرقية زواج الرجل الطاعن في السن من فتاة في ربيع الورود، وآخر هذا الزواج هو الطلاق وتفكيك الأسرة والتأثيرات النفسية على الأطفال، وللحديث عن هذه الظاهرة التقى موقع eHasakeh المرشدة الاجتماعية "لوسين شيخموس" التي تحدثت عن الفرق العمري وآثاره قائلة:
«من الأسس الهامة في الزواج هو الحب وقبول كل واحد من الطرفين الطرف الآخر بكل ايجابياته ونواقصه، إلا أن هناك بعض النقاط العامة التي يجب أن تتوافر في كل زواج، يحمل الأمان لكل أفراد الأسرة، والفرق العمري هو أحد هذه النقاط فالرجل يرغب في الزواج من فتاة صغيرة في السن ليتمكن من السيطرة عليها، فيؤدي ذلك إلى الصراع المستمر ليترك آثاراً خطيرة اجتماعية ونفسية، فمن الآثار الاجتماعية أن الفتاة الأصغر سناً غير قادرة على تفهم العلاقة الزوجية، ولا تستطيع تقبل فكرة الحمل والإنجاب ما يؤثر سلباً على تربية الأطفال وسلوكهم، أما بالنسبة للزوج الصغير في السن فتكون تجربته في الحياة قليلة، ويريد أن يدخل الحياة بكل ما فيها والأسرة لديه ليست من الأولويات، وإذا كان في سن المراهقة يكون الأمر في غاية الخطورة، فقد يرغب بعد الزواج بالقيام بتجربة عاطفية أخرى لأنه لم يمر بها من قبل، ويعتبر زواجه تقليدياً أو لغرض الزواج فقط، فالمنظار إلى الحياة يكون مختلفاً من كل النواحي من اهتمامات ورغبات، حيث يسبب ذلك خلافات بشكل مستمر، بالنسبة لتربية الطفل فكل واحد منهما يريد تربيته بطريقته الخاصة، وقد لا يهتم الأصغر سناً بالتربية أبداً، ونتيجة لهذه الآثار الاجتماعية يسود جو الأسرة التوتر والضغط النفسي على الجانبين، وبالتالي يؤثر على نفسية الطفل، فعدم قدرة الأم على استيعاب أو تقبل موضوع الإنجاب يخلف آثاراً نفسية خطيرة عليها وعلى الطفل، وكلما زاد الفارق العمري زادت الغيرة خاصة عند الأكبر سناً، وتصل لمستوى الشك والوهم، فيسبب البرود العاطفي والجنسي، ويبدأ كل واحد بالبحث عن منفذ خارج هذا الإطار الضاغط، وتنعدم الثقة وتنهار العلاقة بالطلاق الحقيقي أو الطلاق
النفسي الذي لا يربط الزوجين أي علاقة زوجية».
بالنسبة لحكم الشريعة في هذا الإطار يقول الأستاذ "محمد بشير الهاشمي": «لم تلزم الشريعة الإسلامية، ولم تقترح أي فارق في العمر بين الزوجين، وإنما يعود الزواج لرضا الزوجين، والرضا شرط من شروط عقد الزواج، وكثير من قضايا الزواج تركتها الشريعة للعرف بين الناس، فالتفاهم والتقدير والحب بين الزوجين يذيب كل الفروق الاجتماعية والعمرية، وكانت أحب زوجة إلى "رسول الله" (ص) هي "خديجة" رضي الله عنها وكانت تكبر الرسول بخمس عشرة سنة وقد سجل التاريخ أنجح الزيجات بين "دزرائيلي" و"ماري"، حيث كانت "ماري" أكبر منه بخمس عشرة سنة وشعرها أبيض، وعندما تقدم "دزرائيلي" للزواج منها طلب منه فرصة عام كامل لدراسة شخصيته، وبالفعل بعد انقضاء المدة تزوجته وبالمقابل جعلت ماري نفسها ومالها كله لمدة ثلاثين سنة من أجل زوجها "دزرائيلي"».
الطالب "ناظم العمر" سنة رابعة رياض أطفال يضيف: «الفارق العمري بين الزوجين، يمثل عاملاً مهماً في التوتر الأسري والتفكك والتمزق في كيان الأسرة والعامل الذي يأتي بالدرجة الأولى هو التعليم، فلا بد أن يكون هناك وبنسب قليلة إن جاز القول تطابق في التحصيل الدراسي بين الزوجين، حيث لا يجوز أن تكون المرأة أمية والرجل متعلم وبمستوى عال أو العكس».